بحث فى مفهوم الألم

yhst-30479181885695_2188_68565232[1]

بحث فى مفهوم الألم

رؤيا 4:21

وَسَيَمْسَحُ اللهُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ، وَالْمَوْتُ لاَ يَكُونُ فِي مَا بَعْدُ، وَلاَ يَكُونُ حُزْنٌ وَلاَ صُرَاخٌ وَلاَ وَجَعٌ فِي مَا بَعْدُ، لأَنَّ الأُمُورَ الأُولَى قَدْ مَضَتْ

إن الألم بأنواعه المختلفة هو أمر نختبره جميعاً، دون أن نفهمه تماماً. إن الهدف من هذا البحث هو دراسة أنواع الألم المختلفة، والأسباب المتعددة لسماح الله بها، وأن نواجه الغموض الذي يلفه والإشارة إلى الأهداف الروحية المتعددة التي قصدها الله، وشرح التوجه الإيجابي الذي يجب أن يتخذه المؤمن المسيحي بحياته الحاضرة

الألم: بحث فى مفهوم الألم

المحتويات

المقدمة

هل الله هو سبب الألم الذي يبتلي العالم اليوم ؟

الألم

أولا: أنواع الألم و مسبباته

ثانيا: المسببات للآلام – ما هى الشيخوخة ؟

ثالثا: سر الألم – الآلام لا ينبغى مقارنتها

الفكر الكتابى لخلق الإنسان، وسقوطه، وما ترتب على ذلك

خلق الله للمخلوقات ذوات الأنفس الحية

خلق الله لآدم

شجرة معرفة الخير والشر

وشجرة الحياة

وصية الله لآدم  (قبل السقوط)

عصيان الإنسان لوصايا الله

وصية الله للإنسان  (بعد السقوط)

ما هو الموت ؟

ماذا تعنى : القيامة الأولى والموت الأول ؟

القيامة الثانية والموت الثاني ؟

مقار الآخرة

أولا الفردوس

ثانيا الجحيم/الهاوية

ثالثا ملكوت السماوات

رابعا جهنم

ماذا عن العالم الآن فى الفكر الكتابى؟

مدخل للتعريف العلمى  – للألم

معلومات مبدئية حول الإحساس بالألم

الفكر الكتابى نحو آلام المؤمن

أهداف محتملة لألم المؤمن

التوجه المسيحي للألم

المسيحية ومفهوم الألم

المراجع

المرفقات

المقدمة

هل الله هو سبب الألم الذي يبتلي العالم اليوم ؟  (1)

كيف سيبطل الله آثار الألم الذي يعانيه البشر ؟

بعد انتهاء إحدى المعارك العنيفة في منطقة مزقتها الحرب, دفن آلاف الضحايا المدنيين من النساء والأولاد في مقبرة جماعية

وأحيطت هذه المقبرة بصلبان صغيرة كتب على كل منها كلمة “لماذا؟” إن هذا السؤال الذي يحز في النفس يعكس مدى الألم والعذاب الذي يشعر به الناس عندما يواجهون ظروفا مأساوية لا مبرر لها كالحروب,الكوارث الأمراض او الجرائم ظروفا تسلبهم أشخاصا أبرياء أعزاء على قلبهم, تدمر منازلهم أو تسبب لهم الحزن والألم بطرق شتى. ويبقى هذا السؤال حسرة في القلب لأن الناس يريدون أن يعرفوا لم تحل بهم مثل هذه المآسي

فلم يسمح الله بالألم ؟ واذا كان الله كلي القدرة ومحبا وحكيما وعادلا, فلم نعيش في عالم ملآن بغضا وظلما ؟

لربما خطرت مثل هذه الأسئلة ببالك أنت أيضا

ولكن هل من الخطا ان نتساءل لم يسمح الله بالألم ؟ يخشى البعض أن يكون سؤال كهذا دليلا على قلة إيمان بالله او عدم إحترام له. ولكن عندما تقرأ الكتاب المقدس, تلاحظ ان أشخاصا أمناء يخشون الله راودتهم تساؤلات مماثلة. فقد سأل النبي حبقوق الله

حبقوق 3:1لِمَ تُرِينِي إِثْمًا، وَتُبْصِرُ جَوْرًا؟ وَقُدَّامِي اغْتِصَابٌ وَظُلْمٌ وَيَحْدُثُ خِصَامٌ وَتَرْفَعُ الْمُخَاصَمَةُ نَفْسَهَا.

فهل وبخ الله النبي الأمين حبقوق لانه طرح هذه الأسئلة ؟

كلا, بل سمح بأن تدون كلمات حبقوق الصادقة في كلمته الموحى بها بالكتاب المقدس. كما ساعده على فهم الأمور بطريقة أوضح وقوى إيمانه. وعلى نحو مماثل يرغب الله في مساعدتك أنت أيضا

لأن الكتاب المقدس يقول أنه يهتم بك

1 بطرس 7:5مُلْقِينَ كُلَّ هَمِّكُمْ عَلَيْهِ، لأَنَّهُ هُوَ يَعْتَنِي بِكُمْ.

يخبرنا الكتاب المقدس أيضا أن الله يبغض الشر والألم الناجم عنه أكثر من أي إنسان

أشعياء 7:55لِيَتْرُكِ الشِّرِّيرُ طَرِيقَهُ، وَرَجُلُ الإِثْمِ أَفْكَارَهُ، وَلْيَتُبْ إِلَى الرَّبِّ فَيَرْحَمَه
وَإِلَى إِلهِنَا لأَنَّهُ يُكْثِرُ الْغُفْرَانَ
أشعياء 8:55«لأَنَّ أَفْكَارِي لَيْسَتْ أَفْكَارَكُمْ، وَلاَ طُرُقُكُمْ طُرُقِي، يَقُولُ الرَّبُّ
أشعياء 9:55لأَنَّهُ كَمَا عَلَتِ السَّمَاوَاتُ عَنِ الأَرْضِ، هكَذَا عَلَتْ طُرُقِي عَنْ طُرُقِكُمْ وَأَفْكَارِي عَنْ أَفْكَارِكُمْ

فلماذا نعيش إذاً في عالم ملآن الماً ؟ 

الألم(2)

إن الألم بأنواعه المختلفة هو أمر نختبره جميعاً، دون أن نفهمه تماماً. إن الهدف من هذا البحث هو دراسة أنواع الألم المختلفة، والأسباب المتعددة لسماح الله بها، وأن نواجه الغموض الذي يلفه والإشارة إلى الأهداف الروحية المتعددة التي قصدها الله، وشرح التوجه الإيجابي الذي يجب أن يتخذه المؤمن المسيحي بحياته الحاضرة

أولا: أنواع الألم و مسبباته

إن الألم هو كل وجع، أنين، خسارة أو عقاب نختبره باستحقاق أو بغير استحقاق. قد يؤثر هذا الألم على الجسد، العقل أو الروح

إن بعض الآلام

وراثية، بكوننا أبناء لأهل ذوي عاهات معينة، وربما

كنتيجة للخطية الموروثة أو ممارستها عملياً

بعض الآلام هى نتيجة للأمراض ، وبعض الآلام الأخرى هي عرضية، وذلك نتيجة للحقيقة أننا نحيا في عالم قد أفسدته الخطية، ولذلك فنحن معرضون لعمل أغلاط مكلّفة

أو معرضون لأغلاط الآخرين فبعض الأشخاص الذين يكرهوننا أو يسيئون فهمنا ، أو ببساطة يرتكبون أخطاءً بشريةً يمكن أن يجلبوا علينا آلاماً أيضاً

أو معرضون لأخطار ناتجة عن قوانين الطبيعة فقد يساهم العالم المتحرك أو الجامد في جلب الآلام علينا لأن العالم قد فسد نتيجة اللعنة التي نزلت عليه بسبب خطية آدم الأصلية

أو نتورط في الإخلال بالتوازن في العالم الطبيعي من حولنا

البعض الآخر من الآلام ناتجة بصورة مباشرة من طرق شريرة

أو غير حكيمة للعيش حيث يتم كسر نواميس الله الطبيعية أو الأخلاقية

آلام أخرى هي عقابية ، يفرضها الله أو الإنسان بسبب خطايا أو جرائم معينة

وآلام من الشيطان يحارب بها الإنسان مثل أيوب

إن دينونة الله النهائية لخطية الخاطئ غير التائب ستكون أبدية ،عقاب يشمل إقصاء الإنسان من محضر الله وطرحه في بحيرة النار المتقدة.
إن آلام المسيح على صليب الجلجثة فقط يمكن اعتبارها آلاماً تكفيرية. لأنه هو الوحيد القادر على احتمال عقاب الخطية فداءاً عن كل البشر الذين يؤمنون به ويقبلون عمله

كما وهناك آلام المسيح (الإنسان الكامل) وآلام المؤمنين (أتباع المسيح) كأعضاء في جسد المسيح (الكنيسة) مرفوضون كسيدهم

أحياناً نجلب الآلام على أنفسنا بأيدينا : فنحن نحصد ببساطة ما قد زرعنا

إن مسبب الآلام الرئيسي هو الشيطان

إما لأن البشر يسلمون أنفسهم له، أو بسبب سماح الله له بذلك حتى يجرب المؤمنين لفترة معينة محدودة

كما هو الحال مع أيوب، عالمين أن الله قادر دائماً على تحويل الألم لهدف روحي

وكما هو الحال مع بولس الرسول

كورنثوس الثانية
7:12
وَلِئَلاَّ أَرْتَفِعَ بِفَرْطِ الإِعْلاَنَاتِ، أُعْطِيتُ شَوْكَةً فِي الْجَسَدِ، مَلاَكَ الشَّيْطَانِ لِيَلْطِمَنِي، لِئَلاَّ أَرْتَفِعَ

ثانيا: المسببات للآلام

التكوين 17:2وَأَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلاَ تَأْكُلْ مِنْهَا، لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتًا تَمُوتُ

الموت ينتج عنه ألم … (الموت هو رحلة ألم)

فالموت لشخص ينتج عنه ألام لمن حوله، فموقف الموت فى حد ذاته موقف مهيب يراجع فيه الإنسان مفاهيم ومواقف عديدة، خلاف أحزان الفراق

وعند مرحلة الموت لشخص (خروج النفس من الجسد) قد يكون هناك آلام جسدية و نفسية له، ونفسية لمن حوله

الموت طبقا للآية أعلاه (تكوين 17:2) ، ” يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتًا تَمُوتُ” ، يفهم منها ومن السياق الكتابى (كما سنتناوله فيما بعد بالتفصيل) ، أن طبيعة الموت تشمل

موت روحى ، وهو الإنفصال عن الله

  وموت جسدى ، وفيها يبدأ الجسم الإنسانى رحلة الموت بالتعرض لأنواع الآلام والأمراض المختلفة (الشيخوخة) والتى نهايتها خروج النفس من الجسد فيعود الجسد إلى التراب

التكوين 19:3بِعَرَقِ وَجْهِكَ تَأْكُلُ خُبْزًا حَتَّى تَعُودَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُخِذْتَ مِنْهَا. لأَنَّكَ تُرَابٌ
وَإِلَى تُرَابٍ تَعُودُ

(2a) ما هى الشيخوخة ؟

http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B4%D9%8A%D8%AE%D9%88%D8%AE%D8%A9

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

الشيخوخة أو التعمّر هي عملية الهرم والتقدم بالعمر التي تصيب الكائنات الحية نتيجة تناميها. التعريفات المؤخرة لعملية الشيخوخة تعتبرها عبارة عن خلل وتلف في عمليات النظام مع مرور الوقت والزمن، هذا التعريف يسمح بظهور ووجود أنظمة لا تهرم (لاتشيخ) non-ageing systems، نتيجة تداخلات مضادة للشيخوخة (عندما يمكن إصلاح الخلل المتراكم). الشيخوخة أصبحت تدرس حاليا كعلم يتناول النواحي الثقافية والاقتصادية ودراسات الوعي والتغيرات الاجتماعية والديمغرافية أما النواحي الفيزيولوجيا فتوصف بعملية هرم

الهرم

في علم الأحياء والفيزيولوجيا : تعتبر الهرم (بفتح الهاء والراء) senescence عبارة عن اجتماع مجموعة عمليات خلل وظيفي (تلف) تلي فترة من التنامي للعضوية. يهتم علم رعاية المسنين بشكل خاص بعملية الهرم هذه ويدخل في ما يدعى : إطالة العمر life extension.

الهرم الخلوي Cellular senescence ظاهرة تحدث فيها فقدان الخلايا لقابلية الانقسام وبالتالي التجدد. كنتيجة لتضرر الدنا   DNAفي الخلايا (بشكل أساسي الوصول لقصر شديد للتوليمير) يحدث إما هرم أو تدمير ذاتي (استموات) في حال عدم القدرة على تصحيح الخطأ. يستخدم هنا بكثرة مصطلح شيخوخة aging أو تعمير كمصطلح مرافق ومشابه لمصطلح هرم. مصطلحي هرم وشيخوخة يستخدمان حاليا بشكل متبادل في معظم المقالات

الشيخوخة تتميز بقابلية متناقصة للاستجابة للضغوطات، اضطراب في الاتزان Homeostasis الحيوي وزيادة خطورة التعرض لأمراض. نتيجة ذلك يكون الموت هو النتيجة الحتمية للشيخوخة.

للمزيد من المعلومات عن الشيخوخة يرجى للرجوع للمرفق رقم (1)

ثالثا: سر الألم

إذا قبلنا الحقيقة الكتابية أن الموت (الذى ينتج عنه الألم) دخل للخليقة بسبب الخطية، أولاً بسقوط إبليس فيها، وبعد ذلك من خلال آدم، (تك 11:3-19)

التكوين 11:3فَقَالَ مَنْ أَعْلَمَكَ أَنَّكَ عُرْيَانٌ؟ هَلْ أَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ أَنْ لاَ تَأْكُلَ مِنْهَا؟
التكوين
12:3
فَقَالَ آدَمُ: «الْمَرْأَةُ الَّتِي جَعَلْتَهَا مَعِي هِيَ أَعْطَتْنِي مِنَ الشَّجَرَةِ فَأَكَلْتُ
التكوين
13:3
فَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ لِلْمَرْأَةِ: «مَا هذَا الَّذِي فَعَلْتِ؟» فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: «الْحَيَّةُ غَرَّتْنِي فَأَكَلْتُ
التكوين
14:3
فَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ لِلْحَيَّةِ: «لأَنَّكِ فَعَلْتِ هذَا، مَلْعُونَةٌ أَنْتِ مِنْ جَمِيعِ الْبَهَائِمِ وَمِنْ جَمِيعِ وُحُوشِ
الْبَرِّيَّةِ. عَلَى بَطْنِكِ تَسْعَيْنَ وَتُرَابًا تَأْكُلِينَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكِ
التكوين
15:3
وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ، وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ، وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ
التكوين
16:3
وَقَالَ لِلْمَرْأَةِ: «تَكْثِيرًا أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ، بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلاَدًا. وَإِلَى رَجُلِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ
التكوين
17:3
وَقَالَ لآدَمَ: «لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِ امْرَأَتِكَ وَأَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ قَائِلاً: لاَ تَأْكُلْ مِنْهَا، مَلْعُونَةٌ الأَرْضُ بِسَبَبِكَ. بِالتَّعَبِ تَأْكُلُ مِنْهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ
التكوين
18:3
وَشَوْكًا وَحَسَكًا تُنْبِتُ لَكَ، وَتَأْكُلُ عُشْبَ الْحَقْلِ
التكوين
19:3
بِعَرَقِ وَجْهِكَ تَأْكُلُ خُبْزًا حَتَّى تَعُودَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُخِذْتَ مِنْهَا. لأَنَّكَ تُرَابٌ، وَإِلَى تُرَابٍ
تَعُودُ

عندما أراد الإنسان أن يصير مثل الله وخالف وصية الله (إرشاد الله)، أدرك أنه أخطأ

إلا أن هناك من سيسأل عن سبب خلق الله لكائنات يمكن لها أن لا تطيعه، بدلاً من آلات لا يمكنها فعل ذلك

بالنسبة لله، والذي من أحد سماته المحبة ، يشتهي الشركة الحرة والواعية مع خلائقه. يشتاق الله أن الإنسان المخلوق على صورته، وعلى شبهه ، أن يشارك الله والذي هو جوهر الحياة الأبدية

وأخيراً لنتذرع بسؤال الرسول بولس عن معاملة الله لخلائقه، والقبول ببساطة سيادته المطلقة

رومية 19:9فَسَتَقُولُ لِي:«لِمَاذَا يَلُومُ بَعْدُ؟ لأَنْ مَنْ يُقَاوِمُ مَشِيئَتَهُ؟
رومية 20:9بَلْ مَنْ أَنْتَ أَيُّهَا الإِنْسَانُ الَّذِي تُجَاوِبُ اللهَ؟ أَلَعَلَّ الْجِبْلَةَ تَقُولُ لِجَابِلِهَا:«لِمَاذَا صَنَعْتَنِي هكَذَا؟»

يجب أن ندرك كخليقة الله أننا لا نستحق أي شيء من لدنه ولكن يمكننا أن نشكره لعطاياه

وهناك من يتساءل لماذا يسمح الله لبعض الناس أن يمروا بالألم في هذه الحياة أكثر من غيرهم؟

ويظن البعض أنه لا يوجد هناك جواب منطقي لهذا السؤال. ولكن

الآلام لا ينبغي مقارنتها!  (3)

كل ألم هو أقصى ألم لصاحبه، فأنت تتألم مثلما أنا أتألم تماماً وإن بدا الأمر مختلفاً من الخارج، فالألم داخليِّ ويتم تنسيبه فقط إلى صاحبه.”مشير

“لن يمكننا أبداً أن نقيس آلام الآخرين. يمكننا فقط أن نخمن. فعبارات مثل “أنا أدرك مشاعرك!” عادة لا تكون أكثر من تعبير عن أننا لا نستطيع أن ندرك. فمن يتألمون يعرفون جيداً أن ألمهم غيرقابل للنقل، وأننا نفشل في تقدير المشكلة حين نظن أنه يمكننا أن نضع أنفسنا في مكانهم.” “بول تورنييه

“إني مقتنع بشدة بأن كل إنسان إنما يعاني بطريقة خاصة جداً لا يعاني بها إنسان آخر. بلا شك يمكننا أن نعقد بعض المقارنات، وأن نتحدث عن ألم أكثر من آخر وألم أقل من آخر، ولكن في النهاية يبقى ألمك شخصي جداً وألمي كذلك شخصي جداً، حتى أن المقارنة لا تجلب أي راحة أو عزاء. في الحقيقة، أني أكون أكثر امتناناً للشخص الذي يدرك تفرد آلامي من الشخص الذي يحاول أن يخبرني بأن هناك كثيرون يتألمون مثلي وربما أكثر. فألمنا يخصنا وحدنا وليس شخص آخر.” “الأب هنري نووين“هناك حدود لما يسمى بـ”الجسد الواحد”. في الحقيقة أنت لا يمكنك أن تشارك شخص آخر ألمه أو خوفه أو ضعفه. قد تشعر بالسوء، قد تشعر، فيما تتصور، بنفس مقدار السوء الذي شعر به الآخر -بالرغم من أني أشك في من يدعي هذا، ولكن على أي حال سيظل ما تشعر به مختلفاً عما يشعر به الشخص الآخر.” “سى إس لويس”  [

كل ما نعرفه الآن، أن الله نفسه بأقنوم الإبن قد هييّء ليتألم أكثر من كل خلائقه سويةً ليفدي كل من وضع ثقته به

الفكر الكتابى

لخلق الإنسان

وسقوطه

وما ترتب على ذلك

خلق الله للمخلوقات ذوات الأنفس الحية

التكوين 20:1وَقَالَ اللهُ: «لِتَفِضِ الْمِيَاهُ زَحَّافَاتٍ ذَاتَ نَفْسٍ حَيَّةٍ، وَلْيَطِرْ طَيْرٌ فَوْقَ الأَرْضِ عَلَى وَجْهِ جَلَدِ السَّمَاءِ
التكوين 21:1فَخَلَقَ اللهُ التَّنَانِينَ الْعِظَامَ، وَكُلَّ ذَوَاتِ الأَنْفُسِ الْحيَّةِ الدَّبَّابَةِ الْتِى فَاضَتْ بِهَا الْمِيَاهُ كَأَجْنَاسِهَا،
وَكُلَّ طَائِرٍ ذِي جَنَاحٍ كَجِنْسِهِ. وَرَأَى اللهُ ذلِكَ أَنَّهُ حَسَنٌ
التكوين 24:1وَقَالَ اللهُ: «لِتُخْرِجِ الأَرْضُ ذَوَاتِ أَنْفُسٍ حَيَّةٍ كَجِنْسِهَا: بَهَائِمَ، وَدَبَّابَاتٍ، وَوُحُوشَ أَرْضٍ
كَأَجْنَاسِهَا». وَكَانَ كَذلِكَ
التكوين 30:1وَلِكُلِّ حَيَوَانِ الأَرْضِ وَكُلِّ طَيْرِ السَّمَاءِ وَكُلِّ دَبَّابَةٍ عَلَى الأَرْضِ فِيهَا نَفْسٌ حَيَّةٌ، أَعْطَيْتُ كُلَّ
عُشْبٍ أَخْضَرَ طَعَامًا». وَكَانَ كَذلِكَ

خلق الله لآدم

التكوين 7:2وَجَبَلَ الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ تُرَابًا مِنَ الأَرْضِ، وَنَفَخَ فِي أَنْفِهِ نَسَمَةَ حَيَاةٍ. فَصَارَ آدَمُ نَفْسًا حَيَّةً

وهنا نجد أن الفارق بين آدم وبين جميع المخلوقات ذوات الأنفس الحية الأخرى هو

أن الله نفخ فى أنف آدم نسمة حياة

ولإدراك المقصود بأن الله نفخ فى أنف آدم نسمة حياة، ينبغى لنا الإشارة إلى

التكوين 26:1وَقَالَ اللهُ: «نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا، فَيَتَسَلَّطُونَ عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ
وَعَلَى
الْبَهَائِمِ، وَعَلَى كُلِّ الأَرْضِ، وَعَلَى جَمِيعِ الدَّبَّابَاتِ الَّتِي تَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ
التكوين 27:1فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ

كانا مخلوقين، غير مولودين، لم يرثا فسادًا من طبيعة سابقة:  (4)

آدم وحواء، لم يولدا من دم، ولا من مشيئة جسد، ولا من مشيئة رجل.. لم يأتيا من زرع بشر، ولم يرثا طبعًا فاسدًا من طبيعة سابقة عليهما، إنما خلقهما الله، شيئًا جديدًا لم يتلوث من قبل، وبالطريقة التي أرادها الرب لهما

خلقهما الله على صورته ومثاله. ولا يمكن أن يوجد أعظم من هذا، أن يكون آدم وحواء على شبه الله

وما أكثر تأملات الآباء القديسين وتفسيراتهم، الخاصة بخلق أبوينا الأولين على صورة الله

* قيل إن الله خلقهما على صورته في البر والقداسة، في وضع فائق للطبيعة.. وهكذا كان كلاهما بارًا بلا خطية حينما خلقهما الله متسربلين بالقداسة

* وقيل على صورته في الجمال والبهاء والمجد، أي أعطاهما قبسًا من بهائه، فكانا في منتهى الجمال، جسدًا ونفسًا وروحًا.. وقيل إن الله خلق الإنسان على صورته في الخلود، إذ وهب لهما حياة خالدة، نفخها في أنف آدم، نسمة حياة، فصار آدم نفسًا حية (تك 2: 7)

* وقيل إن الله خلقهما على صورته في حرية الإرادة.

* وقيل أيضًا إن الإنسان خلق على صورة الله في التثليث والتوحيد: ذاتًا، لها عقل ناطق، ولها روح. والذات والعقل والروح كائن واحد: كالذات الإلهية، لها عقل، ولها روح، والثلاثة كائن واحد.. إنما الله غير محدود في كل شيء، والإنسان محدود

* وقيل إن الله خلقهما على صورته في الملك والسلطة. فكانا ملكين على الأرض، وممثلًا للخليقة الأرضية كلها

* وقيل إن الله كان يعرف مسبقًا بسقوط الإنسان، وبأنه سيخلى ذاته ويتجسد لكي يخلصه. فخلق هذا الإنسان على الصورة التي كان الله مزمعًا أن يتجسد بها، على شبهه ومثاله

وكان آدم وحواء يتصفان بالبساطة والبراءة

ما كانا يعرفان الشر إطلاقًا. كانا يعرفان الخير فقط، ولا شيء سوى الخير

وقد باركهما الله معًا، بنفس البركة، وأعطاهما سلطانًا على الأرض كلها بجميع كائناتها، نفس السلطة لكليهما

وفي ذلك يذكر سفر التكوين “وقال الله نعمل الإنسان كصورتنا، فيتسلطون على سمك البحر، وعلى طير السماء، وعلى البهائم، وعلى كل الأرض، وعلى الدبابات التي تدب على الأرض” (تك 1: 28). وهكذا عاش الاثنان، ولهما هيبة وسلطة، على الأرض ومخلوقاتها. ما كانا يخافان الوحوش أو دبيب الأرض، بل عاشا وسط الأسود والنمور والفهود والحيات والثعابين وما أشبه، في حياة من الألفة والسلام، لهما سلطان على كل هؤلاء. ترى الوحوش فيهما صورة الله فتعاملهما بالمهابة اللائقة بهما

وآدم هو الذي سمى كل الحيوانات وكل ذوات الأنفس بأسمائها “وكل ما دعا به آدم ذات نفس حية، فهو اسمها. فدعا آدم بأسماء جميع البهائم وطيور السماء، وجميع حيوانات البرية” (تك 2: 19، 20)

شجرة معرفة الخير والشر: (a4)

التكوين 9:2وَأَنْبَتَ الرَّبُّ الإِلهُ مِنَ الأَرْضِ كُلَّ شَجَرَةٍ شَهِيَّةٍ لِلنَّظَرِ وَجَيِّدَةٍ لِلأَكْلِ، وَشَجَرَةَ الْحَيَاةِ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ
وَشَجَرَةَ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ

المشكلة ليست في معرفة الخير والشر فالله يريدنا أن نميز بينهما ونختار الخير ونرفض الشر. ولكن المقصود هو أن من يأكل من هذه الشجرة فيعرف الخير والشر بمعني يعرف الخير حين يفقده ويعرف الشر بأن يختبره. فالمعرفة في حد ذاتها هي نعمة وبركة ولكنها إن اتجهت إلي خبرة الشر تصير علة للهلاك. هذه المعرفة هي التي تحمل العصيان في داخلها

وشجرة الحياة

كانت ضمن شجر الجنة المسموح لأدم أن يأكل منها، ولو فعل لعاش للأبد. والمقصود بهذا أن آدم كان معروضًا عليه أن يختار بحرية بين أن يتحد بالله فيحيا للأبد، أو أن يبدأ في الإحساس بمواهبه وغناه وجماله وقوته بالانفصال عن الله، وليس من خلال وحدته مع الله. والانفصال عن الله يساوي موتًا. وكانت هذه سقطة إبليس أنه شعر بإمكانياته حينما كان ملاكًا من طبقة الكاروبيم فانفصل عن الله ومات وهلك. وهنا فالله يشرح لآدم لا تأكل من هذه الشجرة، شجرة الانفصال عن الله كما فعل ذاك. أى الشيطان فهلك

وصية الله لآدم(قبل السقوط)

التكوين 16:2وَأَوْصَى الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ قَائِلاً: «مِنْ جَمِيعِ شَجَرِ الْجَنَّةِ تَأْكُلُ أَكْلاً
التكوين 17:2وَأَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلاَ تَأْكُلْ مِنْهَا، لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتًا تَمُوتُ

هل أطاع آدم الله؟ لا  … إستطاعت الحية أن تغوى المرأة بأن أثارت الشك فى وصية الله … فقبلت المرأة أن تشك فى وصية الله … وعندئذ عندما نظرت إلى الشجرة ، أذا بها تراها ليست فقط  شَهِيَّةٍ لِلنَّظَرِ وَجَيِّدَةٍ لِلأَكْلِ، بل أيضا بَهِجَةٌ لِلْعُيُونِ. وهذا يشير إلى ميلها للإقتناع بعدم مصداقية الله وبدء تأثير الشهوة الذاتية فى تميز هذه الشجرة

التكوين 9:2وَأَنْبَتَ الرَّبُّ الإِلهُ مِنَ الأَرْضِ كُلَّ شَجَرَةٍ شَهِيَّةٍ لِلنَّظَرِ وَجَيِّدَةٍ لِلأَكْلِ
وَشَجَرَةَ الْحَيَاةِ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ
وَشَجَرَةَ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ
التكوين 6:3فَرَأَتِ الْمَرْأَةُ أَنَّ الشَّجَرَةَ جَيِّدَةٌ لِلأَكْلِ، وَأَنَّهَا بَهِجَةٌ لِلْعُيُونِ، وَأَنَّ الشَّجَرَةَ شَهِيَّةٌ لِلنَّظَرِ
فَأَخَذَتْ مِنْ ثَمَرِهَا
وَأَكَلَتْ، وَأَعْطَتْ رَجُلَهَا أَيْضًا مَعَهَا فَأَكَلَ

يعتقد البعض خطأ أن إعلام الله لآدم أنه يوم يأكل من الشجرة، موتا يموت هو بمثابة عقوبة لآدم لعدم تنفيذه للتعليمات (وصية الله لآدم)، ولكن الله كان يُعْلِم آدم بالنتيجة الطبيعية لهذا الفعل وذلك طبقا لقوانين الخليقة، تماما مثلما يحدث للإنسان عندما يضع يده فى مصدر كهربى، فإن الكهرباء تصعقه . ليس لتعاقبه على وضع يده، إنما هو يٌصعَق من الكهرباء وذلك طبقا لقوانين الطبيعة

أرمياء 19:6اِسْمَعِي أَيَّتُهَا الأَرْضُ: هأَنَذَا جَالِبٌ شَرًّا عَلَى هذَا الشَّعْبِ ثَمَرَ أَفْكَارِهِمْ، لأَنَّهُمْ لَمْ يَصْغَوْا لِكَلاَمِي
وَشَرِيعَتِي رَفَضُوهَا

عصيان الإنسان لوصايا الله

لم يقم آدم وحواء فقط بعصيان الله ، بل وجه آدم مسئولية الخطأ إلى الله ذاته إذ قال له

التكوين 12:3فَقَالَ آدَمُ: «الْمَرْأَةُ الَّتِي جَعَلْتَهَا مَعِي هِيَ أَعْطَتْنِي مِنَ الشَّجَرَةِ فَأَكَلْتُ

وهنا ندرك حدوث الإنفصال عن الله (الموت الروحى) وذلك بخطوات ليست بصادرة عن الله بل صادرة من الإنسان (آدم و حواء) حيث

التكوين 8:3وَسَمِعَا صَوْتَ الرَّبِّ الإِلهِ مَاشِيًا فِي الْجَنَّةِ عِنْدَ هُبُوبِ رِيحِ النَّهَارِ،
فَاخْتَبَأَ آدَمُ وَامْرَأَتُهُ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ الإِلهِ فِي وَسَطِ شَجَرِ الْجَنَّةِ

وبالرغم من ذلك، إتخذ الرب المبادرة بفتح الحوار مع آدم:

التكوين 9:3فَنَادَى الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ وَقَالَ لَهُ: «أَيْنَ أَنْتَ؟

ومن خلال منطق المرافعة التى دافع بها كل من آدم وحواء أمام الله، أعلن لهم الله عن نتيجة العمل الذى قاموا به

فالحية ونتيجة لغوايتها حواء، أوُجِدَت عداوة بينها وبين المرأة

ولآدم وبسبب كسره لوصية الله وتنفيذه لطلب حواء والمفترض من آدم أنه هو المنوط برعاية الأرض

التكوين 28:1وَبَارَكَهُمُ اللهُ وَقَالَ لَهُمْ: «أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلأُوا الأَرْضَ، وَأَخْضِعُوهَا وَتَسَلَّطُوا
عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى كُلِّ حَيَوَانٍ يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ
التكوين 15:2وَأَخَذَ الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ وَوَضَعَهُ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ لِيَعْمَلَهَا وَيَحْفَظَهَا

فقد أخطره الله أنه بسبب إنفصاله عن الله فإن الأرض صارت ملعونة

التكوين 14:3فَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ لِلْحَيَّةِ: «لأَنَّكِ فَعَلْتِ هذَا، مَلْعُونَةٌ أَنْتِ مِنْ جَمِيعِ الْبَهَائِمِ
وَمِنْ جَمِيعِ وُحُوشِ الْبَرِّيَّةِ. عَلَى بَطْنِكِ تَسْعَيْنَ وَتُرَابًا تَأْكُلِينَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكِ
التكوين 15:3وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ، وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ،
وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ
التكوين 16:3وَقَالَ لِلْمَرْأَةِ: «تَكْثِيرًا أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ، بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلاَدًا
وَإِلَى رَجُلِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ
التكوين 17:3وَقَالَ لآدَمَ: «لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِ امْرَأَتِكَ وَأَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ قَائِلاً:
لاَ تَأْكُلْ مِنْهَا
مَلْعُونَةٌ الأَرْضُ بِسَبَبِكَ. بِالتَّعَبِ تَأْكُلُ مِنْهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ
التكوين 18:3وَشَوْكًا وَحَسَكًا تُنْبِتُ لَكَ، وَتَأْكُلُ عُشْبَ الْحَقْلِ
التكوين 19:3بِعَرَقِ وَجْهِكَ تَأْكُلُ خُبْزًا حَتَّى تَعُودَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُخِذْتَ مِنْهَا.
لأَنَّكَ تُرَابٌ، وَإِلَى تُرَابٍ تَعُودُ

نشكر الله أنه من محبته لنا دبر خطة للخلاص، ليست فقط ليفدى بها الإنسان من موت الخطية ، بل أيضا يجعلنا أبناءاً له  … معطياً إيانا صورة جسد مجده

فيليبي 21:3الَّذِي سَيُغَيِّرُ شَكْلَ جَسَدِ تَوَاضُعِنَا لِيَكُونَ عَلَى صُورَةِ جَسَدِ مَجْدِهِ،

بِحَسَبِ عَمَلِ اسْتِطَاعَتِهِ أَنْ يُخْضِعَ لِنَفْسِهِ كُلَّ شَيْءٍ

وصية الله للإنسان(بعد السقوط)

المحبة . فالمحبة هى إختيار قلبى ناتج عن إختبار، وليس شيئ عضوى كأحد مكونات الإنسان لذا فالوصية الأولى والعظمى هى

يشوع 5:22وَإِنَّمَا احْرِصُوا جِدًّا أَنْ تَعْمَلُوا الْوَصِيَّةَ وَالشَّرِيعَةَ الَّتِي أَمَرَكُمْ بِهَا مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ: أَنْ تُحِبُّوا الرَّبَّ إِلهَكُمْ، وَتَسِيرُوا فِي كُلِّ طُرُقِهِ، وَتَحْفَظُوا وَصَايَاهُ، وَتَلْصَقُوا بِهِ وَتَعْبُدُوهُ بِكُلِّ قَلْبِكُمْ وَبِكُلِّ نَفْسِكُمْ
متى 36:22 – 38يَا مُعَلِّمُ، أَيَّةُ وَصِيَّةٍ هِيَ الْعُظْمَى فِي النَّامُوسِ؟» 37 فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ:«تُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِن
كُلِّ
قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ. 38 هذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ الأُولَى وَالْعُظْمَى
مرقس 30:12وَتُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ، وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ
هذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ
الأُولَى
تيموثاوس الأولى 5:11وَأَمَّا غَايَةُ الْوَصِيَّةِ فَهِيَ الْمَحَبَّةُ مِنْ قَلْبٍ طَاهِرٍ، وَضَمِيرٍ صَالِحٍ، وَإِيمَانٍ بِلاَ رِيَاءٍ

فشكرا لله الذى فى الصليب قدم إبنه ، وحيده الذى يحبه فداءاً عن البشرية مظهراً عظم محبته

يوحنا 16:3لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ

ما هو الموت ؟

الموت | الأموات(5)

قال الله لآدم في صدر كلامه عن شجرة معرفة الخير والشر “يوم تأكل منها موتًا تموت” (تك 2: 17)

رومية 12:5-14

مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ، وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ، وَهكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ، إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ

فَإِنَّهُ حَتَّى النَّامُوسِ كَانَتِ الْخَطِيَّةُ فِي الْعَالَمِ. عَلَى أَنَّ الْخَطِيَّةَ لاَ تُحْسَبُ إِنْ لَمْ يَكُنْ نَامُوسٌ

لكِنْ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ مِنْ آدَمَ إِلَى مُوسَى، وَذلِكَ عَلَى الَّذِينَ لَمْ يُخْطِئُوا عَلَى شِبْهِ تَعَدِّي آدَمَ، الَّذِي هُوَ مِثَالُ الآتِي

كورنثوس الأولى 21:15-22

فَإِنَّهُ إِذِ الْمَوْتُ بِإِنْسَانٍ، بِإِنْسَانٍ أَيْضًا قِيَامَةُ الأَمْوَاتِ

لأَنَّهُ كَمَا فِي آدَمَ يَمُوتُ الْجَمِيعُ، هكَذَا فِي الْمَسِيحِ سَيُحْيَا الْجَمِيعُ

العبرانيين 27:9

وَكَمَا وُضِعَ لِلنَّاسِ أَنْ يَمُوتُوا مَرَّةً ثُمَّ بَعْدَ ذلِكَ الدَّيْنُونَةُ

والمراد بذلك انه في ذلك اليوم بعينه  الذى فيه يأكل من شجرة معرفة الخير والشر ففي ذلك اليوم عينه تدخل الخطية إلى العالم ، وبالخطية الموت . الموت الروحي الذي هو البعد عن الله والانفصال عنه. والموت الجسدى الذى فيه يبدأ رحلة الإنحلال ( الشيخوخة ) للجسد، والذى ينتهى بخروج النفس من الجسد

وتدعى  حالة الاستسلام للخطيئة موتًا

أفسس 1:2

وَأَنْتُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَمْوَاتًا بِالذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا

ويدعى أيضًا هلاك النفس موتًا

يعقوب 20:5

فَلْيَعْلَمْ أَنَّ مَنْ رَدَّ خَاطِئًا عَنْ ضَلاَلِ طَرِيقِهِ، يُخَلِّصُ نَفْسًا مِنَ الْمَوْتِ، وَيَسْتُرُ كَثْرَةً مِنَ الْخَطَايَا.

أما فادينا فقد أباد بواسطة موته ذاك الذي له سلطان الموت أي إبليس

واعتق أولئك الذخوفًا من الموت كانوا جميعًا كل حياتهم تحت العبودية

العبرانيين 14:2

فَإِذْ قَدْ تَشَارَكَ الأَوْلاَدُ فِي اللَّحْمِ وَالدَّمِ اشْتَرَكَ هُوَ أَيْضًا كَذلِكَ فِيهِمَا، لِكَيْ يُبِيدَ بِالْمَوْتِ ذَاكَ الَّذِي لَهُ سُلْطَانُ الْمَوْتِ، أَيْ إِبْلِيسَ

العبرانيين 15:2

وَيُعْتِقَ أُولئِكَ الَّذِينَ­ خَوْفًا مِنَ الْمَوْتِ­ كَانُوا جَمِيعًا كُلَّ حَيَاتِهِمْ تَحْتَ الْعُبُودِيَّة

الموت هو

– رحلة تضمحل فيها الحياة تنتهى بخروج النفس من الجسد، وهذا هو الموت الجسدي

– و الانفصال عن الله، وهذا هو الموت الروحي

كورنثوس الثانية 1:5-4

لأَنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّهُ إِنْ نُقِضَ بَيْتُ خَيْمَتِنَا الأَرْضِيُّ، فَلَنَا فِي السَّمَاوَاتِ بِنَاءٌ مِنَ اللهِ، بَيْتٌ غَيْرُ مَصْنُوعٍ بِيَدٍ، أَبَدِيٌّ

فَإِنَّنَا فِي هذِهِ أَيْضًا نَئِنُّ مُشْتَاقِينَ إِلَى أَنْ نَلْبَسَ فَوْقَهَا مَسْكَنَنَا الَّذِي مِنَ السَّمَاءِ

وَإِنْ كُنَّا لاَبِسِينَ لاَ نُوجَدُ عُرَاةً

فَإِنَّنَا نَحْنُ الَّذِينَ فِي الْخَيْمَةِ نَئِنُّ مُثْقَلِينَ، إِذْ لَسْنَا نُرِيدُ أَنْ نَخْلَعَهَا بَلْ أَنْ نَلْبَسَ فَوْقَهَا، لِكَيْ يُبْتَلَعَ الْمَائِتُ مِنَ الْحَيَاةِ

كورنثوس الثانية 6:5-9

فَإِذًا نَحْنُ وَاثِقُونَ كُلَّ حِينٍ وَعَالِمُونَ أَنَّنَا وَنَحْنُ مُسْتَوْطِنُونَ فِي الْجَسَدِ، فَنَحْنُ مُتَغَرِّبُونَ عَنِ الرَّبِّ

لأَنَّنَا بِالإِيمَانِ نَسْلُكُ لاَ بِالْعِيَانِ

فَنَثِقُ وَنُسَرُّ بِالأَوْلَى أَنْ نَتَغَرَّبَ عَنِ الْجَسَدِ وَنَسْتَوْطِنَ عِنْدَ الرَّبِّ

لِذلِكَ نَحْتَرِصُ أَيْضًا ­مُسْتَوْطِنِينَ كُنَّا أَوْ مُتَغَرِّبِينَ­ أَنْ نَكُونَ مَرْضِيِّينَ عِنْدَهُ

أولًا :- الموت في العهد القديم: كان الرأي في العهد القديم أن الموت هو النهاية الطبيعية للحياة، فكانت غاية الإسرائيلي هي أن يعيش طويلًا في ملىء الصحة، وأن يخلف الكثير من النسل، وأن يموت في سلام، وأولاده وأحفاده ملتفين من حوله. وفي العهد القديم الكثير من الاعتراضات على الموت المبكر (كما في حالة حزقيا الملك – 2 مل 20: 1-11)، فكان الموت المبكر يبدو أنه نتيجة دينونة من الله

وقد دخل الموت إلى العالم بسقوط الإنسان في الخطية، إذ كان الأمر الإلهي

“أما شجرة الخير والشر فلا تأكل منها، لأنك يوم تأكل منها موتًا تموت” (تك 3: 17)

وكانت عقوبة التعدي على ناموس موسى القطع من الجماعة

أي الانفصال عنها بالموت

كما أن عصيان وصايا الله كان يمكن أن يؤدي إلى الموت المبكر أما السلوك بالبر فيعطيه حياة

Continue reading “بحث فى مفهوم الألم”